الحب
هو زهرة تحتاج الى تربة خصبة
تزرع فيها ويد حنون ترويها
وتعتنى بها
الحب شئ جميل وانجذاب
روح لروح اخرى
وهو الخيط المرئى الذى يربط
طرفان ببعضهما
والحب
معانيه تحس قبل ان توصف
ولا يستطيع أحد
ان يستطيع وصفه الا اذا غرق فيه
رسالة الى كل محب
أكتب هذه الرسالة
الى شباب اليوم
وأخشى ان كتبت عن الحب
كما أعرفه وأقدسه
ان يفهمه من يقرأها
على غير ما أريد
ويعتبرونه شرا وانحرافا
ان الحب الذى يعيش
فى تصور وأحلام شباب اليوم
شهوات داعره يطلقون عليها
اسم الحب ظلما وزورا
وحيوانية هائجة
بأرق الفاظ العواطف
والحنان لتفرقهم عن غريزة البهائم
ولو نطقت البهائم
لاختارت هى الاخرى
لغرائزها أرق الالفاظ
الحب هو انفعال
من الانفعالات اللارادية
فالاسلام دين الفطرة
حيث يقول تعالى
( فطرت الله التي فطر الناس عليها
لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم
ولكن أكثر الناس لايعلمون *
منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة
ولاتكونوا من المشركين *
من الذين فرقوا دينهم
وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون)
الروم:30-32
ومعنى دين الفطرة
انه يلبى كل حاجات الانسان
وتطلعاته
والزواج لحل مشاكل الحب
ولا يحاسب الاسلام الانسان
على المشاعر
التى خلقت عليه نفسه
انما يحاسبه على الافعال
غير المشروعة
ومشاعر الحب عند الانسان
مثلها كمثل مصباح
يضيئ مكان اذا انطفئ
ساد المكان ظلام دامس
واذا بالغنا فى زيادة اضاءته
تحول الى نار تحرق ماحولها
ويكون الحب فى قلب الانسان
مثل المصباح المضئ
فالمصباح المتقد بين الضلوع
ينفث احيانا
آلاما مبرحة
ومشاعر كاوية
ويخفق بخفقات
تذهب بنوم العين وراحة الفكر
فيا من تشعر بذلك الشعو
ر أعلم ان مثل هذا الحب
اذا التقى فى القلب
مع عقيدة صادقة
فانك تشعر باحساس جميل
من السمو والنشوة والرضى
وستجد ذلك من خلال
دمع عينيك وآهات قلبك
فكم من تعساء
حيل بينهم وبين حبهم
لكنهم عاشوا سعداء
على ذكرى الحب نفسه .
برغم انهم معذبون يقضون
هدوء الليل فى حسرات كاوية
سعداء بذلك العذاب
أكثر ممن ينام مستغرقا
فى احلامه
فهل فى الدنيا عذاب
أجمل من عذاب الحب
وهل سمعت عن نار
تنشر عبقا كلما زادت
غير نار الحب
فكم سمعنا على مرور
الزمان الكثير من قصص الحب مثل
(عنتر وعبلة _ وقيس وليلى _ وجميل وبثينة )
ان حب اليوم
الذى يتهامس به الكثير من الشبان
والفتيات فى خلوتهم
أبعد مايكون
عن المعنى الذى ذكرناه
وهو فى حسابهم
شئ لايتجاوز خائنة الاعين
فهم لايعرفون الا الحب
الذى يتسلل
حيث عيون الشرف
والدين غافلة
ويختفى حيث تبدأ الشريعة
وروح الزواج
فالحب عندهم كلمة تصاغ
من ورائها شبكة صيد
تنصب بشكل جميل
وفى حقيقتها القبح والهوان
فكثيرات من الفتيات لم تفهمن
معنى الحب لم يعلمن
ان الحب عاطفة
تسمو بالمشاعر والاحاسيس
ويخضعون لشبان لايعرفون
ايضا معنى الحب
فتكون النتيجة وخيمة
الحب ليس كلمة يهمس بها شاب
فى أذن فتاة
ولا لمسة يد ولا لثمة شفاه
الحب مسئولية
يتحملها الشاب والفتاة معا
يجب ان يحرصا
ان يكون حبهما طاهرا وعفيفا .
فاللاسف لايسعون
وراء تلك العاطفة
والاحاسيس السامية
بل ينساقون وراء رغباتهم
دون النظر الى ماهو اكبر
واعمق
فالحب علاقة تدوم
أما الرغبة متعة زائفة وقتية
فلذة ساعة غصة
الى قيام الساعة
بعض الشبان
يحبون تعقب العورات
فاذكرهم بأن
من تعقب عورات الناس
تعقب الله عوراته
ومن تعقب الله عورته
فضحه ولوكان فى جوف رحم
ومن كان يحرص على عرضه
فليحرص على اعراض الناس
وكل دين لابد له
من وفاء ودين الاعراض
وفائه بالاعراض
والذين يفرحون بلذات الحرام
قليلا سيكون
كل ماجنت ايديهم كثيرا
والذين يخونون حرمات الناس
يخونون حرماتهم اولا
ولكنهم غافلون عن امرهم
لانهم آخر من يعلمون
ولو علموا الحق
لتوارو عن البشر
فالحب الذى يقولونه البعض
مافيه من فضائل
وتجمع فيه كل اصناف الرذائل
واصبح الحب
يثير فى النفس غرائزها
ويقتلع من الروح فضائلها
الحب الذى سمح به الاسلام
سر من اسرار القلوب
يربى فينا الفضائل
ويحوطنا بالحفظ
ويغرس فى نفوسنا بذور الرحمة
والانسانية
ويقلع من جذورنا الانانية
ويكون خير مهاد لبناء الاسر
ة
نرى بعض الشبان
يحبون الحب اكثر
مما يحبون الحبيب
وهم نوعان
النوع الاول
يحب للهروب
من المسئوليات المالية
التى لايملكها فهو
يحب نعم يتزوج لا
النوع الثانى
يمتلك الامكانيات المادية
لكنه يريد ان يستمتع بالحب
مع شخصيات متعددة
حتى وان كان متزوجا
وهؤلاء ليدهم براعة فى التخطيط
للوصول لمايريدون
وان كان تخطيطا مزيفا
فهم فى علاقة حبهم
لايريدون ان يطفئوا
شعاع الحب
احبائى .
يقال
أن وراء كل عظيم امراة
فهل صحيح
نعم وراء كل عظيم امرأة
فأعمال الرجال العظيمة
بنيت فوق حب النساء
فهم زودن الرجال
بعواطفهن
فالرجل تتوازن حياته العلمية
اذا توازنت حياته العاطفية
احبائى
يقولون ايضا ان
الزواج ينهى الحب
هل صحيحا
كلا فهناك الألفة تحييه
وهى تأتى بالزواج
فهى تزداد
عندما يكون الاخلاص
والصدق لبعضهما
وتصل الى قوتها
عندما تزال كل الحواجز بينهما
عندما ترجح الثقة على الاكاذيب
لاتحتاج المشاعر للاختباء
فالألفة بين الزوجين
تجعلهما بعدين عن التكلف
وأكثر حرية وراحة فيستمر
الحب الذى جمعهما
قبل الزواج
ويحمى علاقتهما
فى الظروف السئة والمشاكل
احبائى اذكركم
بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم
( أوصيكم بالنساء خيرا .
فلا يكرمهن الا كريم ولا يهينهن الا لئيم )
صدقت ياسيدى يارسول الله
وهكذا يبين الاسلام
انه صديق لايفارق الانسان
منذ بدء رحلته فى الحياة
الى ان تصل لمحطة الموت
وفى النهاية اتمنى
ان يكون الحب مازال موجود
فى قلوب الشباب
وعليهم البحث عنه
ويجب ان يكتشفوه